كنال44|أخبار محلية

الشباب والمشاركة السياسية: “بين الإحباط والآمال، هل صوت الشباب غائب؟”

FB_IMG_1755206315639

تعتبر المشاركة السياسية للشباب من القضايا الحيوية التي تستحق اهتماما خاصا في سياق التحولات الاجتماعية والسياسية التي يشهدها المغرب. يمثل الشباب شريحة واسعة من المجتمع، لكنهم يواجهون تحديات كبيرة تعيق مشاركتهم الفعالة في الحياة السياسية. السؤال المطروح هو: هل فعلا صوت الشباب غائب عن الساحة السياسية، أم أن هناك آمالا يمكن أن تعيد هذا الصوت إلى الواجهة؟

في السنوات الأخيرة، لاحظنا تراجعا ملحوظا في نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات. هذا التراجع يعزى بالأساس إلى شعور الإحباط الذي يعيشه العديد منهم، حيث يعتبرون أن الأحزاب السياسية لا تعكس تطلعاتهم ولا تهتم بقضاياهم. هذا الإحباط يجعلهم يشعرون بأن صوتهم لن يُحدث أي تغيير، مما يدفعهم إلى العزوف عن المشاركة.

لكن، رغم هذا الإحباط، هناك آمال يمكن البناء عليها. فالشباب المغربي يمتلك طاقات وإمكانات كبيرة، ويظهر دائماً رغبة قوية في التغيير. لقد رأينا كيف تمكن الشباب من تنظيم مبادرات مجتمعية تعكس وعيهم ورغبتهم في تحسين أوضاعهم. هذه الدينامية تُظهر أن الشباب ليسوا مجرد متلقين للقرارات، بل هم فاعلون رئيسيون في تشكيل مستقبلهم.

لذا، يجب على الأحزاب السياسية أن تسعى إلى خلق فضاءات تشاركية تمكّن الشباب من التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم. إدماج الشباب في العملية السياسية ليس خياراً، بل ضرورة ملحة إذا أردنا بناء ديمقراطية قوية ومستدامة. يجب أن تعتبر قضايا الشباب أولوية في البرامج الانتخابية، وأن تُعطى لهم الفرصة ليكونوا جزءاً من صنع القرار.

كما ينبغي أن نستحضر مقتطفا من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث قال: “والواقع أن الأحزاب تقوم بمجهودات من أجل النهوض بدورها. إلا أنه يتعين عليها استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم.” {مقتطف من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ19 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين..}
حيث يعكس هذا المقتطف أهمية تجديد وتعزيز العمل السياسي من خلال استقطاب نخب جديدة وتحفيز الشباب على الانخراط فيه. ويؤكد جلالته على أن أبناء اليوم هم الأدرى بمشاكل ومتطلبات العصر، مما يبرز ضرورة إشراكهم في صناعة القرارات والتوجهات السياسية لضمان تحقيق التنمية والاستقرار.

من جهة أخرى، يمكننا القول إن صوت الشباب ليس غائبا بالضرورة، بل هو مغيب بفعل عوامل متعددة. إذا أردنا أن نرى تغييرا حقيقيا في المشهد السياسي المغربي، يجب علينا جميعا – الدولة، الأحزاب، والمجتمع المدني – أن نعمل معا من أجل تحفيز الشباب على المشاركة وإعطائهم الفرصة ليكونوا جزءا من القرار. فالشباب هم طاقة هذا الوطن، وصوتهم يجب أن يسمع ويحترم.

فرغم كل هذا الإحباط الذي قد يشعر به الشباب، يبقى الأمل موجودا. إذا تمكنا من تهيئة الظروف المناسبة لتعزيز مشاركتهم السياسية، سنكون أمام جيل قادر على إحداث التغيير المنشود. لذا، فلنستثمر في طاقات شبابنا ونمنحهم الفرصة لبناء مستقبل أفضل للمغرب.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي كنال 44