كنال44|أخبار عالمية

تدوينات ✍️ الأستاذ : عزيز الشايب

FB_IMG_1751667466446

أنا المغربي والأستاذ نور الدين الجزائري :

    أتابع هذه الأيام صدفة فصول حلقات بودكاست “حلقات سردية” لأحد أساتذة التعليم الجزائرين يدعى نور الدين والملقب “بأشهر أستاذ رياضيات بالجزائر ”

متعة متابعة هذه الحلقات لاتضاهى ولايمكن للمشاهد إلا أن يبقى مشدوها لجمال الصورة والحكي.

أول شيئ يمكن ان يشدك لمتابعة نورالدين هو جمال خلقته ، رجل بإبتسامة طفولية وبقسمات وجه بريئ ، كلماته صادقة منبعثة من قلب أبيض، طريقة في السرد لاتتوفر عند أشهر البوتوبورات الجزائرين الذين يسبوننا على مدار اليوم.

كل أبناء الأرياف “الدواوير والمداشر والقرى النائية(وأنا واحد منهم)الذين سيتابعون هذا الرجل وطريقته في السرد وكلماته التي تزلزل القلوب وتحرك المشاعر لابد أن يجدوا فيه شيئا منهم ، سيتحدث بلسانهم سيرجعهم إلى ذكريات منسية، وأنا أتابع تلك الحلقات إستمتعت وتفاعلت لكنني أيضا خرجت بخلاصات كثيرة:

أولها : أن هذا الشخص مدرسة في تعلم مبادئ الحياة : من صبر وتضحية ونكران للذات وقتال من أجل الحلم…

ثانيها : أن النجاح لايأتي للذين يقفون على الأعتاب يتوسلون الخير من الآخرين أو يلعنون الأقدار ، بل لأولائك الذين يقاتلون وهم لايملكون شيئا غير إرادة فولاذية مهما كانت ظروفهم .

كما أن النجاح “للفقراء” بعد كفاح له طعم خاص مزيج بين الفرح والتحدي وسعادتهم لايمكن ان يشعر بها أولائك الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب.

ثالتها: الصدق والقلب الطيب والعلم الحقيقي قد يتغلب على أكبر وسائل الدعاية الهدامة التي تسعى إلى خلق “نماذج ” و”مثل عليا” في المجتمعين المغربي والجزائري من التافهين والمتخصصين في نشر السخافة والكره والبغضاء في الجانبين وقتل قيم الحب والتضامن والرقي والتسامح..لتحل محلها البغضاء والكراهية والإبتدال.

فمهما حاول البعض خلق نوع من التوثرات ونشر التفرقة بين الشعبين الشقيقين فإن حكاية نور الدين إبن عين الدفلة في جبال الجنوب الجزائري لن تختلف عن حكاية علي في جبال تزنيت او عبد الرحيم في واحات طأطأ او الحسين في مداشر تارودانت او حتى حكاية العربي في دواوير هوارة.

فالشعبين يتحدثان نفس اللغة ونفس العبارات فلن تجد مثلا عبارة “نسرحوا النعاج” ومعناها “نرعى الغنم” إلا في المغرب والجزائر لذا لن نسمح للتافهين بأن يسرحوا النعاج في فظاءاتنا لزرع التفرقة بيننا.

الصورةالأولى والثانية للأستاذ نورالدين، والثالثة :من الأرشيف للصديقين الجزائريين احمد داهيم وأحمد العايدي ،أحبكم.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي كنال 44