في خطوة جديدة ضمن مسار حافل بالنضال والسخرية اللاذعة، غادر صديقي المدون المغربي المعروف #حسن_الحافة أرض الوطن إلى الديار النمساوية. خبر قد يبدو عاديا لوهلة، لكنه يخص اسما لطالما أقلق ” الفيمينستيات “، وأربك خطاب ” الحداثة الزائفة ” بجرعة يومية من الضحك الذكي والعبارة الصادمة.
#الحافة، المثقف الهواري القح ابن دوار آيت عبد الجليل بجماعة سبت الكردان، لم يكن يوما كغيره من المدونين. كتب من الهامش، وبلهجة لا تعرف التجميل، مدافعا عن الرجل كما هو، برجولته، بتناقضاته، وبحقه في أن يكون كما يشاء لا كما يراد له أن يكون. خاض معارك فيسبوكية محتدمة ضد ” فوضى الشعارات ” و” النسوية المستوردة “، في زمن ساد فيه التماهي والانقياد خلف موضات فكرية سريعة الزوال.
بأسلوبه الساخر الذي يمزج الثقافة الشعبية بالعمق الفلسفي، جعل الحافة من صفحته منبرا للتأمل والضحك والجدل، وترك بصمته على جيل كامل من المتابعين الذين وجدوا فيه لسانا لا يخشى السقوط في المحظور ما دام الهدف هو الصدح بالحقيقة.
وإن كانت النمسا اليوم وجهته الجغرافية، فإن وجهته الفكرية كما نعرفها ستظل حيث كانت، حيث يسكن العقل الحر، واللسان السليط، والقلب المتمرد.
نتمنى له التوفيق في محطته الجديدة، على أمل أن يعود، كما تعود النسور من هجرتها، أكثر جرأة وشراسة في الكتابة.
تعليقات
0